المركز الوطني لتعزيز الصحة
النفسية
National
Center For Mental Health Promotion
حيـــاة
أفضــل
كيفية التحكم في مشاعر القلق عند بدء موسم جديد
إن بدء أي موسم جديد هو تجربة مزيجة بين الحماسة والتوتر، إذ تتصارع الرغبة في الانطلاق مع مخاوف التحديات المقبلة. ومن هذا المنطلق، يطرح السؤال: كيف يمكن التعامل مع مشاعر القلق بوعي، وتحويلها من عائق إلى محفز إيجابي؟
إليك خطوات عملية للإجابة عن هذا السؤال.
1. الاعتراف بالقلق وعدم إنكاره
الخطوة الأولى للتحكم في القلق هي الاعتراف بوجوده. فالقلق شعور إنساني طبيعي يعكس درجة الوعي ولا يدل على ضعف. وفقًا لجمعية علم النفس الأمريكية (APA)، فإن القلق المعتدل قد يكون دافعًا للتخطيط والتنظيم.
2. استخدام تقنية "إعادة التأطير "(Cognitive Reframing)
بدلًا من عَدِّ الموسم الجديد عبئًا، يُنصح بإعادة صياغة التفكير بطرح أسئلة مثل: "ماذا يمكن أن أتعلم من هذه التجربة؟" و"كيف يمكنني التطور هذا الموسم؟"؛ فهذه التقنية تساعد على تهدئة المراكز العصبية المرتبطة بالشعور بالخطر في الدماغ، ما يسهم في تقليل التوتر النفسي.
3. البدء بأمور صغيرة
القلق غالبًا ما ينشأ من الشعور بالحجم الكبير للمهمة المنتظرة. لذا يُفضل تقسيم المهام إلى خطوات صغيرة والتركيز على تنفيذ أول 10 دقائق منها فقط. قاعدة "الدقيقتين" التي اقترحها الكاتب جيمس كلير تؤكد ضرورة البدء بما لا يثير مقاومة داخلية.
4. إنشاء طقوس صباحية ثابتة
يساعد الروتين الصباحي على تقليل الغموض الذهني ويمنح شعورًا بالسيطرة والانضباط. قد يشمل الطقس الصباحي تحضير القهوة، أو كتابة أعمال اليوم، أو الاستماع لمقطع تحفيزي. تشير دراسات جامعة Duke إلى أن الروتين يقلل من استهلاك الطاقة الذهنية ويزيد من فعالية اتخاذ القرار.
5. ممارسة تمارين التنفس العميق
تمارين التنفس ليست مجرد رفاهية، بل لها دور فعال في تهدئة الجهاز العصبي. تمارين مثل "تنفس 4-4-8" (شهيق 4 ثوانٍ، حبس النفس 4 ثوانٍ، زفير 8 ثوانٍ) ترسل إشارات تهدئة إلى الجهاز العصبي. وأظهرت الدراسات أن هذه التمارين تقلل من معدل ضربات القلب ومستوى القلق في أقل من خمس دقائق.
6. ممارسة التقدير بدلًا من المقارنة
يجب أن يدرك الفرد أنه لا يبدأ من الصفر، بل من تراكم خبراته وإنجازاته السابقة. كتابة ثلاث نقاط عن إنجازات أو تحديات تم تجاوزها في الموسم السابق يعزز الشعور بالقوة والثقة.
7. التعبير عن المشاعر والحديث عنها
عندما لا يهدأ القلق، يصبح من الضروري مشاركته مع الآخرين، سواء مع صديق موثوق، أو معالج نفسي، أو حتى من خلال كتابة المشاعر في دفتر خاص. يعد تفريغ المشاعر خطوة مهمة لتخفيف حدتها ومنع تراكمها داخليًّا، فقد أثبتت الدراسات أن الدعم الاجتماعي من أقوى العوامل في تخفيف القلق.
خاتمة
القلق ليس عدوًّا، بل شعور ينبغي فهمه والتعامل معه بحكمة. بدء الموسم الجديد فرصةٌ لتشكيل الذات من جديد، لذلك يُنصح بعدم السعي نحو الكمال وإنما لتحقيق التوازن. لا تُطالب نفسك بأن تكون "جاهزًا"، بل كن دائمًا في حالة تقدم وتطور مستمر.
مصدر1 مصدر2 مصدر3 مصدر4 مصدر5 مصدر6